النمو الاحتوائي

النمو الاحتوائي

اعداد: أ.م. د علياء حسين خلف الزركوشي

 

 

      شهد العالم  في الوقت الحالي  تطورات سريعة وجذرية على المستوى السياسي والاقتصادي، وبشكل خاص فيما يخص مفهوم التنمية، والتي اضحتْ من مجرد عملية تستهدف خلق نمو اقتصادي ينعكس نحو رفع رفاهية الأفراد من خلال تعظيم نصيب الفرد من الناتج القومي، إلى تنمية تهتم بطريقة توزيع الناتج بين الأفراد من خلال الاهتمام بالعدالة التوزيعية لثمار هذه التنمية ،وتخفيض معدلات الفقر بحيث تشمل جميع فئات وقطاعات المجتمع لتحقيق النمو الاحتوائي الذى يضمن استدامة عملية التنمية ، فالنمو الاحتوائي: هو مفهوم يُقدم فرصا متكافئة ويشمل التركيز على المساواة في تقديم الصحة والتعليم والجودة البيئية والحماية الاجتماعية والأمن الغذائي، ويتخذ نهجاَ ذات منظور طويل الآجل، حيث ينصب التركيز على العمالة المنتجة كوسيلة لزيادة دخول الفئات الفقيرة والمستبعدة ورفع مستوى معيشتهم ،ولقد ظهر مفهوم النمو الاحتوائي على الساحة الاقتصادية في أواخر التسعينات من القرن الماضي،  وتوجد له العديد من التعريفات، ومن أدقها وأشملها ( شمول جميع أفراد المجتمع في العملية الانتاجية وضمان مشاركتهم الفعالة وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي، ويهدف الى ضمان تقديم فرص متساوية في سوق العمل من خلال استهداف جميع الفئات ورفع قدراتهم الانتاجية بالتعليم والتدريب، وخاصةً الفئات المهمشة مثل المرأة مقارنة بالرجل والقطاع غير الرسمي مقارنةً بالقطاعات الاقتصادية الأخرى.

                                                                   ركائز النمو الاحتوائي

 

 

ملامح النمو الاحتوائي

  1. المشاركة: ان يتضمن هذا النمو الجزء الأكبر من القوى العاملة في أعمال منتجة وخاصة المستبعدين وهذا لا يعنى الفقراء فقط وإنما أي فئات أخرى مستبعده من عملية النمو سواء قطاعات أو مناطق أو أفراد.
  2. الاستدامة: أن النمو الاحتوائي يشير إلى سرعة ونمط النمو كأمرين متداخلين فيما بينهما.
  3. العدالة التوزيعية: يجب ان يتضمن النمو توزيعاً عادلاً للموارد تعود فائدته على جميع القطاعات الاقتصادية.
  4. والنمو الاحتوائي: يتطلب ان تخلط الحكومة بين النظام المركزي في عملية اتخاذ القرار والنظام اللامركزي في كيفية التنفيذ.

         

وتعتمد الادبيات التي طَورَتْ مؤشرات قياس النمو الداعم للفقراء على مساهمات كل من كأكواني وبرنيا (2000) ورافائيل وشن (2001)، ومؤشر واطس لقياس الفقرً الذي يُعد انخفاضه محابياً للفقراء

هذا ويمكن الإشارة الى تصميم ما يسمى بمؤشر جودة النمو الاحتوائي الذي بمقتضاه يتم رصد الخصائص المتعددة الابعاد للنمو مع التركيز على جوهره والنتائج الاجتماعية المطلوبة منه، ومؤشر جودة النمو الاحتوائي ، هو مؤشر مركب يتسم تصميمه بالبساطة والشفافية فهو ناتج عن طبيعة النمو الجوهرية (أي قوته واستقراره وتنوع مصادره وتوجهه نحو الخارج) فضلاً عن بعده الاجتماعي، وترتبط جودة هذا المؤشر بجودة البيانات التي تغذيه، كما هو موضح في المخطط التالي:

                                                  مخطط مؤشر النمو الاحتوائي

نلاحظ من المخطط أعلاه ان النمو الاحتوائي المستدام (جودة النمو) هو دالة لمجموعة من المتغيرات هي: النتائج الاجتماعية (تخفيض مستويات الفقر + توفير فرص العمل المجزية)، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن تنويع مصادر الدخل الوطني، وبذلك تمتلك الحكومة عناصر القوة .