الثورة الحُسينية وفق رؤى تنموية

مقالة بعنوان الثورة الحُسينية وفق رؤى تنموية

بقلم ا.م.د علياء حسين خلف الزركوشي

     تعد الثورة الحسينية التي شهدها التاريخ الإسلامي بشكل خاص والتاريخ الإنساني بشكل عام تحدياً رئيسياً ضد الظلم والاستبداد ، كما تُشكل مناراً للصدق ومقاومة الظلم واحقاق الحق ومثالاً لكل الاحرار المناهضين للظلم والطغيان والحكم المستبد عبر التاريخ وفي كل انحاء الأرض.

تُمثل هذه الثورة بمفاهيمها عمقاً وحضوراً مؤثراً في العقل والضمير الإنساني وهي مستمرة ومستدامة عبر الأيام لما تحملهً من خصائص وسمات ذات قيم عالية وداعمة للحق والتضحية والفداء من أجل بناء مجتمع ينعم بالامن الروحي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي و الثقافي هذه الابعاد تُشكل مضامين للتنمية المستدامة التي اخذتْ أسُسها من مضامين الثورة الحسينينة .

كانت الثورة ذات توجهات أصلاحية بأبعاد متعددة إذ حاولتْ تحرير الاقتصاد من النهب وهدر الأموال وانتشار الفقر فكانت هذه الثورة ذات انعكاسات اقتصادية بسبب انهيار اقتصاد الامة الإسلامية بفعل نهب الخزينة المركزية مما أدى الى انتشار الجوع والفقر والحرمان في جميع البلدان الإسلامية فجاءتْ الثورة بمثابة رداً على الوضع المتردي وفي الوقت نفسهُ أداة إصلاحية للاقتصاد ساعيةً في أعادة التوازن في المستوى المعيشي وإعادة توزيع الدخل ومكافحة الفساد والبطالة.

كما تعد الثورة الحسينية منطلقاً لمعالم الإصلاح في النظام السياسي من خلال أسس النهضة بالقيم والمبادئ الداعمة لحقوق الامة والاهتمام بأصلاح شؤونها السياسية عبر التوعية بسمات انشاء الحكم العادل القائم على أسس العدل والشورى والمساواة وعدم المساومة على الحق والالتزام بالاتفاقيات ودعم سيادة القانون.

لقد كان للثورة الحسينية دور في انبعاث الروح النضالية الداعمة لاعادة بناء الانسان من جديد بعد فترة من التسليم والخضوع للظروف المحيطة ، فكانتْ انبعاثاً لإزالة الحواجز النفسية والاجتماعية والانطلاق بأتجاه وضع أسس ومقومات داعية الى عدم الاستسلام والدعوة الى المقاومة وتنمية  الروح النضالية، لذا جاءت التعبئة الدينية مخرجاً للإمام في تحشيد الناس وترغيبهم في الثورة على الظلم والفساد، وبيان آثاره اجتماعياً وفكرياً، وسياسياً وعقائدياً، نحن اليوم بحاجة الى وعي هادف يجعل حياتنا بعيدة عن الضعف والخضوع  وينمي القوة والدفاع عن الحق، من هنا كانت الثورة الحسينية نبراساً في السعي لاقامة دولة العدالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وضرورة لوضع المنهج والأهداف والأدوات وأساليب العمل لغرض القيادة، مع الانفتاح وممارسة الشفافية بالأطروحات والمواقف، والتوضيح والتواصل والتنسيق، والمحافظة على تماسك الجماعة ووحدتها وقوتها ونجاحها في تحقيق أهدافها على المديات كافة،ومحاربة الفساد والظلم والفقر والاستبداد .