مقال بعنوان أخلاقيات الأستاذ الجامعي وأثرها على مستوى التعلم لدى طلبة الجامعات
بقلم :الأستاذ المساعد الدكتور كريم صيهود كرم
أن قضية تطوير التعليم الجامعي في المجتمع ليس قضية كم بقدر ماهي قضية جوهر التعليم ومضمونة ومحتواه وطرائقه وكفايتها في خلق القوى البشرية العلمية والتكنولوجية القادرة على الإسهام في بناء المجتمع العصري وفعاليتها والنهوض به في المستقبل مما يعني أن التعليم الجامعي لا يعني مجرد جمع المعلومات وأنما يستلزم فوق ذلك ابتداع أدوات للتعامل مع المعلومات التي نكتسبها على الدوام الخلق أبعادا” جديدة وقدرة تأثير أكبر ويترتب على هذا الإدراك قضية مهمة هي أن قيمة ما نعلمه إنما تكمن في قدرته على التأثير والتغيير .
وأنه في غياب عمل إبداعي مؤثر فإن العلم لا يكاد يكون له وجود أصلا” ومما تجدر الأشارة اليه إلى إنً تطوير التعليم الجامعي أصبح ضرورة ملحة خاصة في ظل ما فرضة الواقع المعاصر والمتتبع الواقع التعليم الجامعي في بلدنا العراق يلاحظ مستوى التطور والتقدم على كافة الأصعدة والمجالات التعليمية والبحثية ودخول جامعاتنا العراقية في المستوعبات العالمية وان دل ذلك على شيء إنما يدل على حرص الوزارة والدولة على تحقيق قفزة علمية وإبداعية في التعليم الجامعي في العراق .
من خلال الاهتمام المتزايد بالكوادر التدريسية والطلابية والمشاريع البحثية للأساتذة الجامعين والاهتمام بشريحة طلبة الدراسات العليا ومشاريعهم البحثية ودعمهم بالجوانب المادية والمعنوية
يشكل التعليم عنصرا” أساسيا في منظومة المجتمع وتظهر أهميته في أي مجتمع ما بكونه أهم وسائل اللحاق بركب الإنسانية والوقوف في مكان بارز ومشرف بين الأمم على أن يكون هذا التعليم من النوع الذي يعرض لكل البشر بالمجتمع أو غالبيتهم العظمى وعلى أن يتسم بالمرونة في مواجهة تلك التحديات التي تواجهه المجتمع .
إن التعليم الجامعي المعاصر هو ذلك التعليم الكفيل بأن يستخلص من بحر المعلومات المعلومة الحية القادرة على التأثير .لذلك أصبحت القاعدة العامة لا إن نُعلم وإنما كيف نُعلم أن جوهر التعليم الجامعي هو نقيض التعليم القائم على التلقين .هو تعليم يقوم على الإبداع في كيفية إدارة العملية الجامعية
فالأستاذ الجامعي هو الذي يرفد المجتمع بالطبيب الناجح والمهندس الناجح ورجل الأمن الناجح والقائد الناجح ونستطيع القول بالمورد البشري الناجح في كافة مؤسسات ومنظمات المجتمع الإنتاجية والخدمية من خلال ممارسة أدواره التربوية.
وهنا لابد من الأشارة الى الدور المتميز الذي قامت به الجامعات بتنمية المهارات والقدرات البحثية والعلمية للأساتذة الجامعين من خلال التنسيق فيما بينها وإقامة الدورات والمؤتمرات التي تنمي وتطور مهارات ومَعارف الأساتذة الجامعين وتدعم سلوكهم الأخلاقي الجيد لوجود أثر كبير لما يحمله الأستاذ الجامعي من قيم ومعتقدات وسلوكيات على المستوى العلمي والمعرفي لدى طلبة الجامعات .من خلال اعتماد الجامعة على إيفاد أساتذتها إلى الدول المتقدمة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم البحثية والعلمية والأخلاقية أضافة الى تنمية وزرع القيم والسلوكيات الصحيحة داخل الحرم الجامعي مما يساعد على تبنيها خارج الحرم الجامعي .كذلك ما قامت به الجامعات من خلال تكريم الأستاذة المبدعين والمتفانين في حب العمل وتقديم ما هو جديد ومبدع التكريم المادي والمعنوي مما يشجع على التفاعل المستمر بين الجامعة وأساتذتها وطلبتها .
أضافة الى ما قامت به الجامعة من دور مهم في نشر الوعي الثقافي داخل المجتمع وحل جميع النزاعات والخلافات التي تنشا بين الدولة والدول المجاورة بالطرق السلمية وتجنب الحروب لما لها من تأثير سلبي على الطاقات الشبابية وعلى اقتصاد البلد وعل جميع الأصعدة العلمية والثقافية .وكذلك قيام الجامعات بتوفير جميع المستلزمات والوسائل البحثية التي تساهم وتساعد في توفير المعلومات التي تولد المعرفة والإبداع لدى طلبتها وترسيخ القيم والأخلاق بما يساهم في رفد المجتمع بالطاقات الشبابية الواعية والمثقفة والقادرة على تحمل مسؤولياتها في بناء المجتمع المتعلم والمثقف .