ابتكار المعرفة

مقالة بعنوان ابتكار المعرفة
بقلم الأستاذ محمود حسن جمعة 
يحتاج المستقبل لان يُبتكر اكثر مما يحتاج أن يُكتشف، إننا نعيش في عالم معقد وديناميكي يحتل فيه الابتكار وريادة الأعمال دوراً حاسماً في التنمية الاقتصادية، تنفيذ الابتكارات هي الوظيفة الوحيدة التي تعتبر أساسية في التاريخ، ومنذ عمل (Nonaka) على النظرية الديناميكية لابتكار المعرفة التي ظهرت في أوائل التسعينات شهدت زيادة في الاهتمام بفهم كيفية إدارة المنظمات لأصول المعرفة لتحقيق تنافس مستدام وقد تمكن (Nonaka) من الخوض في الصندوق الاسود (The Black Box) للعمليات داخل المنظمات وكشف العمليات الديناميكية لابتكار المعرفة. أساس عملية ابتكار المعرفة يعتمد على إنشاء المعرفة الضمنية التي تحمل جذور الابتكار والإبداع. نادراً ما تولد الأفكار والمعرفة الجديدة من فراغ اذ يتم إنشاء المعرفة من خلال مزيج من الأفكار والمعرفة التي تنتشر في اوساط الزملاء والأصدقاء والباحثين والمبدعين. التفاعلات الاجتماعية والمهنية بين صناع المعرفة المبدعين الذين يعيشون بمساحات جغرافية متقاربة تميل الى توليد فرص التعلم التي تعزز الابداع والابتكار والانتاجية، والتفاعل مع الأشخاص الأذكياء يجعلنا أكثر ذكاءً وابداعاً وابتكاراً وفي النهاية أكثر انتاجية والناتج أعلى جودة، ويزيد من احتمال استمرارية ابتكار المنظمات على المدى البعيد وان المنظمات المهتمة بأنواع معقدة من الابتكار هي أكثر اعتماداً على خصائص المناطق التي توجد فيها.  
       فالابتكار يضم ست خطوات هي: (العملية، الاجتماعية، الوسائل، الطبيعة، النوع، الهدف)، في مراحل (العملية) الأفكار يتم إنشاؤها باستعمال المعلومات والمعرفة، هذه الأفكار يتم تنفيذها في السوق اعتمادا على الملاءمة والتكلفة، وفي المرحلة (الاجتماعية) تعمم الأفكار على مجموعة من أصحاب المصلحة بما في ذلك الزبائن والموظفين والمنظمات، وهذا يساعد على تطوير النظام الاجتماعي حول الفكرة وكيف يمكن ان تدخل في السوق، وفي مرحلة (الوسائل) تناقش الأفكار بعد ذلك من حيث قدرات الإبداع وهذا يساعد على خلق الاختراعات في كثير من الأحيان باستعمال الابتكار التكنولوجي، وتنطوي مرحلة (الطبيعة) على تغذية الأفكار من حيث النظر في سبل التحسين قد يحدث هذا عضويا كأفكار تبدأ في السوق، وتشمل مرحلة (النوع) التركيز على نوع الابتكار الذي هو تحت التطوير مثل منتوج, خدمة, عملية أو تكنولوجيا، وأخيرا تتضمن المرحلة الاخيرة دراسة (هدف) الابتكار لمعرفة كيف باستطاعته النجاح, وكيفية تميزه ومنافسته في السوق. ظاهرة الابتكار لا تتم لمرة واحدة فقط ولكنها عملية طويلة وتراكمية لعدد كبير من القرارات التنظيمية تتراوح من مرحلة توليد فكرة جديدة إلى مرحلة تنفيذها، وتشير إلى تصور حاجة الزبون الجديدة والمتطورة أو طريقة جديدة للإنتاج ويتم إنشاؤها في العملية التراكمية لجمع المعلومات، إلى جانب التحدي في الرؤيا الريادية من أي وقت مضى من خلال عملية التنفيذ ويتم تطوير الفكرة الجديدة وتسويقها إلى منتج جديد قابل للتسويق أو عملية جديدة مع انخفاض التكاليف المصاحبة للابتكار وزيادة الإنتاجية والارباح بالمقابل.