سر بقاء ثورة الامام الحسين علية السلام

مقال بعنوان سر بقاء ثورة الامام الحسين علية السلام

بقلم المدرس الدكتور اياد حبيب شمال

الكثير من الشعوب تنهض من خلال الثورات التي تكون من اجل مبادى الحياة والإنسانية ونصرة المظلوم، لكن السؤال الذي يراود الجميع مدى ديمومة هذه الثورات؟ نجد عبر التاريخ ان أعظم الثورات التي لايزال صداها وفكرها يتجدد في كل مكان وزمان، ويسمع الناس الكثير عنها ويقرأون الاف الكتب من فضائل جمة في نواحي كثير هي ثورة الامام الحسين علية السلام، لأنها دائما قدوة للثائرين الذين يدركون الحرية بنظم الفكر والاخلاق والحياة، فعندما نتحدث عن ثورة قام بها الامام الحسين عليه السلام قد نوصف من قبل بعض المختصين في علم الاجتماع والسياسة بكوننا مبالغين لذا ان سر بقاء ثورة الامام الحسين يتمحور وفق الاتي:

  1. ان فكر الامام الحسين علية السلام هو الحرية وهدفه السلام والكرامة للبشرية في ظل حكومة عادلة لا بغي فيها ولا تجاوز على الحقوق والحريات، وكانت هذا الفكر ولا زال حلم الفلاسفة، ولحن الشعراء والادباء، وطموح بني البشر بصرف النظر عن اديانهم ومذاهبهم واعراقهم وتوجهاتهم الفكرية. ولكن ليس كل البشر مستعدين للتضحية من اجل هذه الفكر؛ لأسباب كثيرة اما جهلا او طمعا او خوفا فأراد الامام الحسين عليه السلام أن يضرب للناس مثلا، قل نظيره، في التضحية من اجل ما يؤمن به، فكان الموت في سبيل الحرية كرامة وسعادة، والعيش مع الظلم والعبودية برما وشقاء لا يقوى على تحمله الانسان الحر. نعم كان الامام الحسين عليه السلام الانسان حرا تماما وغير مستعد للتنازل عن حريته.
  2. ان ثورة الامام الحسين عليه السلام هي مكملة للفكر الإسلامي ولجهد الجبار الذي قام به من قبل والده الامام علي السلام وأخيه الامام الحسن عليهم السلام، وقد حدث كل ذلك في أقل من قرن بعد ظهور الإسلام كدين ودولة، مما يعد أمرا مهم ولافتا تماما ومذهلا لم يحصل بهذه السرعة والعمق والتأثير في تاريخ اية ديانة أخرى. في حين ذهب الكثير من المسلمين الى تسمية ما حصل بالفتنة الكبرى.

3- أن مظاهر ثورة الامام الحسين لم تتحقق في وقتها الحالي، فالسلطة الظالمة لم تتغير                واستمرت بالوجود لأكثر من ثمانين سنة لاحقة، وحتى السلطة التي اعقبتها لم تختلف عنها كثيرا في سيرتها واستمرت بالوجود لأكثر من 500 سنة اخرى، ونفس الحجة سيتم ذكرها بشكل أو آخر عن تأثير الثورة في مجالات الحياة الأخرى المرتبطة بالثقافة والاجتماع والاقتصاد وغيرها، رغم انها استطاعت في وقتها ان تحرك جمود المجتمع وتعصف بسلبيته، وهذا السر الأكبر وراء بقاء ثورة الامام الحسين ان تحقق النصر في كل زمان مهما استبدا الظلم

أخيرا علينا التركيز ان ما أراده الامام الحسين عليه السلام ان نفهمه بدقة؟ ان من يفهم حركة الاحداث في زمن الامام الحسين عليه السلام يدرك تماما ان السلطة الظالمة آنذاك قد لبست لباس الدين لتشريع وجودها واستمرار حكمها، وان من اعطى لهذه السلطة القدرة على فعل ذلك لم يكن عامة الناس وبوسطائهم، بل رجال يحملون شعار الإسلام والإسلام بريء منهم. لذا، يمكن القول: ان من قتل الحسين عليه السلام تشريعا كان رجال فاسدين تلبسوا لباس الدين، اما من قتله تنفيذا بعد ذلك فقد كان سلطة سياسية منحرفة وفاسدة توظف الدين حسب اهوائها ومصالحها وما اشبه هذا بواقعنا اليوم.