مقالة بعنوان الاحصاء ودوره في الخطط التنموية

مقالة بعنوان الاحصاء ودوره في الخطط التنموية

بقلم الدكتور عمر عادل عبد الوهاب

                                                                                                                                                        

يعتبر علم الاحصاء من العلوم الحديثة التي شهدت تطورا سريعا نتيجة الثورة الرقمية الحاصلة في وقتنا الحاضر، ولكون علم الاحصاء يهتم بتحليل البيانات واعداد التقارير التي تساعد متخذ القرار للوصول الى القرار الامثل عن طريق قاعدة علمية رصينة مبنية على النتائج التي يتم التوصل اليها نتيجة استعمال الاساليب الاحصائية المختلفة والمتنوعة.

يعتبر استعمال الاساليب الاحصائية القاعدة الرئيسية في بناء الخطط والتي يعتمد نجاحها ونجاح مشاريع التنمية بأنواعها على الجهود التي تبذل على هذه الخطط من حيث الاعداد والمتابعة والتقييم بالإضافة الى توفر معلومات وبيانات شاملة ودقيقة، تتمثل هذه المعلومات والبيانات في شكل أرقام ومؤشرات إحصائية تعكس الصورة الواقعية للوضع الحالي، بالإضافة الى التوقعات والتقديرات للاحتياجات المستقبلية المتعلقة بمختلف الجوانب. أذ تعد البيانات والمعلومات الاحصائية العنصر الرئيسي في اي تخطيط تنموي، لان لا وجود للتنمية بدون تخطيط، ولا تخطيط بدون احصاء وعليه فان جهود الدولة للوصول الى التنمية لا يمكن ان تتحقق على ارض الواقع مالم تكون هنالك تطبيق حقيقي للإحصاء والاخذ بنتائجه.

ومن هنا كان اتجاه دول العالم المتقدمة الى انشاء المؤسسات والاجهزة الاحصائية الرسمية، التي تعمل ضمن اطار علمي شامل وفقا للمنهجيات والقوانين الاحصائية وحسب التوصيات الدولية الصادرة عن مؤسسات الامم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية. ومن ثم اخذت هذه المؤسسات والاجهزة تعنى بإنتاج مختلف الاحصاءات ومنها الاحصاءات الاقتصادية ومن ثم فإن التخطيط للتنمية الاقتصادية يعتمد على توفر مؤشرات اقتصادية تخدم في عملية وضع الخطط والسياسات التنموية اللازمة وتخدم في اجراءات تقييم تلك السياسات. تبنى تلك المؤشرات بالاعتماد على بيانات احصائية ومعلومات لابد وان يتصف مصدرها بدرجة من الثقة والمصداقية والدقة في توفير تلك البيانات. ونتيجة لأن استخدام الاساليب الإحصـاء المبنية على استخدام الطريقة العلمية الصحيحة وللوصول الى لذلك فيمدنا الإحصـاء بالنتائج التي تساعد وتعين في صنع واتخاذ القرارات النهائية والتي تكون سليمة إلى حد كبير لأنها مبنية على الطريقة العلمية والمنهج العلمي.

ان للإحصاء دوراً مهما في النماذج القياسية للظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية …. الخ. أذ ان النماذج الإحصائية تبنى لتوافق الأهداف التي صممت لتحقيقها لأي ظاهرة. وبناءً عليه تلعب النماذج الإحصائية دوراً كبيراً بدعم القرار مِن خلال امكانية التنبؤ عن طريق هذه النماذج، ومقدار محاكاتها للواقع الحالي وما هو متوقع حدوثه في المستقبل من اجل اعطاء صورة تقريبية عن شكل الخطط التنموية.

إن الاهتمام بالمعلومات الإحصائية واستخدامها من قبل أفراد المجتمع يعد في حد ذاته ظاهرة صحية تدل على انتشار الوعي الإحصائي بين هؤلاء الأفراد وتوضح ما لهذه الإحصاءات من قيمة ذات مردود إيجابي، كما أن هذا الاهتمام يوضح العلاقة القوية التي تربط بين الإدراك بأهمية الإحصاءات والوعي الإحصائي، والطلب المتزايد على الإحصاءات من قبل المخططين وراسمي السياسات التنموية ومتخذي القرارات والباحثين في مجتمع ما يدل على الفهم والإدراك الواسعين بأهمية هذه الإحصاءات وعملية توفير البيانات الإحصائية اللازمة بالقدر الكافي ترتبط أيضا بتحلي أفراد المجتمع بدرجة من الوعي الإحصائي ، فإذا ما كان هناك وعي إحصائي وفهم وإدراك لقيمة المعلومات الإحصائية فلن يكون هناك ندره في هذه الإحصاءات على الإطلاق .