مقال بعنوان القيادة الأخلاقية
بقلم الأستاذ محمود حسن جمعة رئيس قسم الإدارة العامة
برز مفهوم القيادة الأخلاقية بشكل واسع مع ظهور عدد من الفضائح الأخلاقية في إدارة وعمل المنظمات في جميع أنحاء العالم مما أوجب الضغط على المنظمات للعمل بطريقة أخلاقية, وأن فضائح المنظمات تنال من سمعة الإدارة العليا وبالتالي من نجاح المنظمة. وقد قام الدكتور(Bill Grace) بتطوير أنموذج(4-(V للقيادة الأخلاقية ضمن إطار يعمل على موائمة البيئة الداخلية المتمثلة بـ (المعتقدات والقيم) مع البيئة الخارجية المتمثلة(السلوكيات والإجراءات) من أجل تعزيز الصالح العام ويحتاج الأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا قادة بحاجة إلى تبني النزاهة بداخل المنظمة والالتزام الخارجي بالصالح العام, وتبدأ الرحلة الداخلية للأفراد بالمساعدة على اكتشاف قيمهم الأساسية وتطوير رؤيتهم لكيفية اختلاف العالم، وإيجاد صوتهم الشخصي للتعبير عن رؤيتهم، وتحقيق الحكمة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الالتزام الخارجي للحياة، التصرف بطرق تخدم المجتمع وتعزز الصالح العام, ومن ثم فإن الهدف النهائي للقيادة هو تشكيل مستقبل ذي رؤية شاملة لتلبية احتياجات أفراد المجتمع, والأركان الأربعة لهذا النموذج من القيادة تتمثل بالآتي:
- القيم (Values): تبدأ القيادة الأخلاقية بفهم والالتزام بالقيم الأساسية الفردية، من خلال اكتشاف القيم للمرة الأولى والتي تشكل جوهر الهوية، وتبدأ عملية دمج القيم الفريدة من خلال الاختيار على جميع مستويات الحياة الشخصية والمدنية.
- الرؤية(Vision): الرؤية هي القدرة على تحديد التصرفات الموجهة لخدمة الآخرين وضمن صورة حقيقية لما يجب أن يكون.
- الصوت (Voice): المطالبة بالصوت وهي عملية التعبير عن الرؤية للآخرين بطريقة حقيقية ومقنعة تحفزهم على العمل.
- الفضيلة :(Virtue)التدرب على الفضيلة من خلال ممارسة السلوك الفاضل والسعي إلى القيام بما هو صائب وجيد. بهذه الطريقة، نطور الشخصية الفضيلة. والفضيلة تعني الصالح العام, ويسأل القادة الأخلاقيون: “كيف هي قيمنا ورؤيتنا وصوتنا, هل هي بالصورة التي تتماشى مع الصالح العام؟