البراعة الاستراتيجية

بقلم الأستاذ محمود حسن جمعة رئيس قسم الإدارة العامة
البراعة الاستراتيجية بمجال التنظيم تختلف بإختلاف العمل، فالبيئة التنظيمية الرسمية المتصلبة التي تحكمها القواعد والإجراءات والنصوص، وهذا هو التحدي الذي يواجه الإدارات والقادة والعاملين بمنظمات الأعمال في الوقت المعاصر, فالأساليب التقليدية والروتينية بالعمل والتركيز على معالجة المشكلات المفاجئة للمنظمات لم تعد تتلاءم مع مقتضيات ومتطلبات العصر الجديد الذي يتسم بالتغيير والتطور المستمرين، فدور الموارد البشرية والسلوك التنظيمي والإدارات والقادة والعاملين والإدارة الاستراتيجية يتطلب تطبيق ممارسات حديثة لمواكبة المتغيرات والتحديات المعاصرة بشكل مستمر، والغرض من ذلك إعداد قادة بارعين للمنظمات المعاصرة. فالبراعة الاستراتيجية تمثل القدرة على إستكشاف الإمكانات الجديدة لمواجهة التغيّرات المستقبلية في بيئة الأعمال وبنفس الوقت إستغلال حالات التأكد الحالية لمواجهة متطلبات العمل الجدية. ومن خصائص البراعة الاستراتيجية:
1-الإستقلالية وتعني الرغبة بالعمل بإستقلالية لتصل إلى الرؤيا والفرصة البارعة, وهي تطبق على كل من الأشخاص والفرق التي تعمل خارج الاستراتيجيات والمبادئ التنظيمية الموجودة, وبمجال البراعة غالباً ما تستخدم وحدات العمل المستقلة لرفع نقاط القوة الموجودة بالمجالات الجديدة، ومعرفة الفرص التي تقف وراء القدرات الحالية للمنظمة وتشجيع وتطوير المنظمات الجديدة أو تحسين إجراءات العمل، لذلك فإن الإستقلالية تمثل نوع من الصلاحية التي تقاد من خلال معرفة تحديد الفرص.
2- الإبداعية فالإبداع مصدر مهم للمنظمات لأنه يسهم ببناء الميزة التنافسية الجوهرية لمنظمات الأعمال، والإبداع بوصفه وظيفة محددة للبراعة أي هو قلب البراعة الاستراتيجية. وتعني الإبداعية موقف المنظمة إتجاه عملية الإبداع ومدى تفضيلها للإبتكار, وتشير إلى جهود المنظمة لإيجاد الفرص الجديدة والحلول المبتكرة، وتتضمن روح الإبداع والتجربة التي تنتج منتوجاً جديداً أو تحسين العمليات التكنولوجية, فالإبداعية هي واحد من أهم مكونات الاستراتيجية الريادية، وإدارة الإبداعية يمكن أن تكون لها تحديات كبيرة، حيث تتطلب من المنظمات الإبتعاد عن التكنولوجيا والإجراءات الموجودة وتنتقل وتجازف إلى ما وراء الوضع الحالي. فالإبتكارات والأفكار الجديدة تحتاج للدعم, بظل سرعة التغير فإن الإنتاج الفاعل والإندماجات وإستغلال الإبتكارات يمكن أن يكون ذلك الطريق السريع المهم لتحقيق البراعة.
3- الإستباقية وتشير لجهود المنظمة للإستيلاء على الفرص الجديدة، فالمنظمات الإستباقية تراقب الإتجاهات وتحاول معرفة المتطلبات المستقبلية وإدراك التغيرات بالطلب أو بإدراك المشكلات الناشئة التي يمكن أن تقود إلى فرص لمشاريع جديدة, والإستباقية لا تتضمن إدراك التغيرات فحسب، إنما تكون قادرة أيضاً بالعمل عليها والتقدم على المنافسين وتكون الإستباقية فاعلة جدا بخلق البراعة، لأنها تضع المنافسين بموقع الإستجابة لمبادرات المنظمات الإستباقية.