​رأس المال الجريء ودوره في نمو المشاريع الريادية

                       

م.م علياء حسين خلف الزركوش  

          رأس المال الجريء(Venture capital)  : هو أحد أشكال التمويل للمشاريع الريادية في أولى مراحل إنشائها، والتي تتميز بكونها تمتلك فرصة نجاح ونمو عالية، وبنفس الوقت يتسم الاستثمار فيها بمخاطرة عالية، ويحصل مستثمري رأس المال الجريء على عوائد جراء حصولهم على حصص في المشروع الذي يستثمرون فيه، والذي يمتلك في العادة تكنولوجيا جديدة ثورية، أو خطة عمل في الشركات التي تعمل في مجال التقنيات المتقدمة والتكنولوجيا الحيوية ، ويعرف رأس المال الجريء بأسماء عديدة تصب في ذات المعنى، منها رأس المال المخاطر أو المغامر أو المجازف، وهو أحد أشكال الشراكة القائمة على ضخ أموال في المشاريع الريادية المبتدئة، و يُقصد برأس المال الجريء نظام التمويل الذي يشجع مشاريع ناجحة تمتاز بخطورتها العالية بسبب تدني خبرة أصحابها، لذلك يسمى التمويل الخطير أو الجريء.

        ظهر هذا النوع من رأس المال بصورته الحديثة في عام 1946 في أميركا في بداية الثورة التقنية بدلاً من التمويل بالطرق التقليدية والتي كانت وما زالت  تتردد في  تمويل المشاريع  ذات المخاطرة ، وكمثال عن الاستثمارات بواسطة رأس المال الجريء الاستثمارات  في أميركا  إذ بلغت حوالي 20 مليار دولار وفي أوروبا 13 مليار دولار وفي الهند 3 مليارات دولار وفي الصين مليار دولار. والحقيقة أن الكثير من الشركات الناجحة اليوم في العالم مثل Microsoft, Google كلها قامت باستثمارات رأس المال الجريء، ومن منطلق أهمية تمويل العديد من المشاريع في العراق مع الأزمة المالية التي يمر فيها العراق تعد إمكانية تطبيق نظام التمويل برأس المال الجريء من جانب المصارف الخاصة للمشاريع المتوسطة والصغيرة التي يديرها الشباب، إذ تساهم في تنشيط عجلة الاقتصاد عموماً ويساهم بشكل فعال في عملية استدامة المشاريع القائمة أو الحديثة التي يواجه أصحابها صعوبة في الحصول على التمويل اللازم من أجل استمرارها ،وهذا من شأنه أن يولد فرص تشغيل الأيدي العاملة وأن ويخفض من  نسب البطالة إلى حد كبير، فضلاً عن مساهمته في إعادة بناء القطاعات الإنتاجية التي تشهد توقفاً شبه تام منذ سنوات،  ومن هنا نؤكد أن دعم استثمارات رأس المال الجريء يدفع بالاقتصاد إلى الاتساع والتنوع ويساهم في إيجاد فرص عمل تركز على تقديم الدعم إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة بما يرفع مساهمتها في الناتج المحلي ، ورأس المال الجريء في العراق سيعمل أيضا كمحفز للمناخ الاستثماري في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسيعمل على تحفيز الابتكار وريادية الأعمال وتمكين صغار المستثمرين من الحصول على فرص استثمارية تعزز من تحويل مشاريعهم الناشئة إلى مستوى أعلى من الاستثمار.