ضمن فعالية الاسبوع الثقافي للاتجاه الإصلاحي لثورة الامام الحسين (عليه السلام)

الاتجاه الإصلاحي لثورة الامام الحسين (عليه السلام)

اعداد: أ.م. د علياء حسين خلف الزركوشي

       من منطلق الآية الكريمة في قولهَ تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، انطلقت نهضة الامام الحسين عليه السلام َ تنادي تأكيداً للرسالة المحمدية وثباتاً عليها نهضة صادقة تَكمن فيها روح الإيمان الصادق، وعزّة النفس وبناء الكرامة، وهو يعكس جانب مهم من أسباب قيام الثورة ضد الواقع  المتمثل في العيش تحت وطأة الظلم ،ومحاولة في انهاء الهوية الإسلامية واستبدالها بهويات كانت تسعى في السيطرة على مكامن السلطة وأشاعت الهوية القبلية التي حاربها الإسلام منذ البداية ، لكن ثورة الإمام كانت حدّاً فاصلاً منعت نمو الفساد في الهوية الإسلامية الأصلية، فشرّعت الشهادة من أجل الحياة، وهو مفهوم استوعبهُ وتبناه كل من آمن بالثورة الحسينية.

مفهوم الثورة الإصلاحية

     تعَد بمثابة نقطة تحوّل في حياة المجتمع وتغيير نظام باتجاه نحو إنشاء نظام إصلاحي جديد يهدف الى اصلاح الامة والمجتمع، وكانت متجسدة في معركة الطفّ الخالدة، والتي تعد إرث سياسي واجتماعي وديني وأنموذج يُحتذى به على ممر السنين لأنّه من الملاءمة والحيوية ما جعله أنموذج لكلّ مجتمع، مهما كانت توجهاته الدينية والسياسية والاجتماعية، كما يمثل رؤى وبصائر الى بناء النظم والاستراتيجيات التي اعتمدها الإمام الحسين عليه السلام من حركته ونهضته، كيما يستنير بها في معترك العملية الإصلاحية، وتركز الثورة الإصلاحية للأمام الحسين عليه السلام على الآتي وفق الشكل ادناه:

 

     وهكذا كانت ثقافة الإصلاح التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام ثقافة عامّة لكلّ شعب ولكل عصر، لأنّها كانت منبثقة ومؤمنة بقضية الإصلاح  ،لم تكن الثورة الحسينية بعيدة عن الدين الإسلامي، أو غير متوافقة معه، بل من أعظم أهدافها حفظ الدين والتمسك به وبتعاليمه، لذا لو أمعنا النظر في المفاهيم الإسلامية التي عكستها الثورة، نجدها على ثرائها وعمقها نادرة جداً مع الظروف والأوضاع التي عاشه الإمام عليه السلام، ومرّت الثورة بمرحلة لا يمكن إغفالها للرأي العام، وهي مرحلة العلن التي خاض غمارها الإمام عليه السلام مع أتباعه، لوصول الأمر إلى أشدّه في الفساد الذي أخذ يبعث حالة التدهور الفكري والاجتماعي في المجتمع العربي بعد عصر النبي صلى الله عليه ،والفساد الذي أشار إليه الإمام عليه السلام كان سارياً في الأُمّة نفسها  وليس في الحكم فقط ، لذا جاءت التعبئة الدينية مخرجاً ناجعاً للإمام في تحشيد الناس وترغيبهم في الثورة على الظلم والفساد، وبيان آثاره اجتماعياً وفكرياً، وسياسياً وعقائدياً.

 

أهم الاستشرافات في الثورة الحسينية

  1. ضرورة وضوح الرؤيا الاستراتيجية والمنهج والأهداف والأدوات وأساليب العمل لغرض القيادة، مع الانفتاح وممارسة الشفافية بالأطروحات والمواقف، والتوضيح والتواصل والتنسيق، والمحافظة على تماسك الجماعة ووحدتها وقوتها ونجاحها في تحقيق أهدافها على المديات كافة.
  2. العمل بكفاءة وإخلاص إذ أن القيادة الناجحة تتحقق من خلال التجربة والامتحان، ويجب إخضاعها لذلك قبل تقليدها ومن دون ذلك يحصل التفريط في المصالح الحيوية للإسلام والمسلمين والوطن والمواطنين، وضياع الحقوق وتخلف الأوضاع، والقيادة لا يمكن النظر إليها بعيداً عن القضية، فبين القيادة والقضية توحّد ولا يمكن الفصل بينهما، فلا يمكن تصور تقييم أداء القيادة بعيداً عن دورها وقدرتها الفعلية في خدمة القضية وتطويرها وفي تقليل من قيمة القيادة، وتحويلها إلى قيادة صورية فاقدة للقيمة الحقيقية، أي فيه تفريط في أهم مركز وظيفي في المجتمع والدولة وخدمة القضايا الإسلامية والوطنية، والقيادة الناجحة هي التي لا تنعزل عن قواعدها وتترك أمر التوجيه وخلق التوجهات فيها لغيرها، ثم تمارس القيادة الفوقية فهذا هو طريق القيادة الفاشلة، وتفكك الجماعة وضعفها، وفشلها في تحقيق أهدافها، وفي الدفاع عن حقوقها المشروعة ومكتسباتها وصيانتها.