الشيخوخة التنظيمية

 

بقلم الأستاذ محمود حسن جمعة رئيس قسم الإدارة العامة

الشيخوخة التنظيمية مستوحاة  من أدبيات علم نفس النمو التي تمثل مراحل تطور النمو البشري ابتداءً من الطفولة والمراهقة والشباب ومن ثم الشيخوخة والموت، لذا دأب  الباحثون والمعنيون بالشأن الأكاديمي على توظيفها في مجال العمل التنظيمي، ذلك لما له من دور في دراسة وتوضيح ما يؤول إليه حال منظمات الأعمال أثناء وبعد مراحل النمو والإزدهار التنظيمي نتيجة لأسباب متعددة تتقاطع مع الأسس والمبادئ الصحيحة في العمل التنظيمي، ففي السنوات الماضية كانت المنظمات تأتي وتذهب ضحية لعدائية الإستحواذ والإندماج والتشتت في منظمات الأعمال. ولذا تشعر المنظمات مع تأثير الشيخوخة بالفشل وخصوصاً الناشئة منها إذ تكون أكثر عرضة من المنظمات الكبيرة. وهناك منظمات قليلة جداً نسبياً الهادفة للربح وغير الهادفة منها تبقى لمدة طويلة في دورة الحياة، لذا فإن الإدارة تؤكد على أهداف مختلفة خلال مراحل متنوعة من دورة حياة المنظمة ففي الفترات الأخيرة في تأريخ المنظمة نجد أن المالك أو صاحب المشروع يكون اهتمامه موجها نحو الأرباح وقليل جدا يتجه نحو النمو والبقاء على قيد الحياة وهذا ما ينبأ بشكل واضح نحو شيخوخة المنظمات. كذلك فإن صعوبة مواكبة التطورات الخارجية المتواصلة بسبب مخرجات المنظمة التي قد تكون غير ملائمة لمطالب البيئة الحالية نتيجة لكون الأنشطة المبتكرة لها أقل أهمية في ضوء التطورات التكنلوجية مما يعكس ذلك ضعف أو تقادم دراية المنظمة. إذ يوجد في العمل مجموعة من المؤثرات التي تساعد على إبراز أشياء سلبية وإظهارها على السطح، وهذا يكون نتيجة الأسس الضعيفة أو المبادئ غير الناجحة التي تم توظيفها في إدارة العمل التنظيمي، وذلك مما يساعد على استفحال هذه الظواهر السلبية التي تلقي بظلالها على نجاح أو بقاء منظمات معينة في ميدان العمل والمنافسة، إن نزوح قادة التكنلوجيا من قبل المنظمات وخصوصاً الناشئة منها لها تأثير مباشر في شيخوختها، فضلاً عن ذلك أن الابتكارات هي أمر أساس ليس لما له من تأثير مباشر على بقاء المنظمة فقط لكن أيضاً لما له من آثار عميقة على مسارات التغييرات الإجتماعية والإقتصادية، كذلك فأن الأداء الضعيف وعدم القدرة على التنسيق الفعال تسهم بشكل واضح في إبراز الشيخوخة التنظيمية وإنخفاض الكفاءة.