اليقظة الاستراتيجية
بقلم الأستاذ
محمود حسن جمعة
رئيس قسم الإدارة العامة
يعيش العالم عموما وعالم الأعمال خصوصا، مرحلة الاعتماد الكبير على المعلومات في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، نتيجة التقدم الهائل والمنافسة الشديدة، إذ أصبحت المنافسة تمارس ضغوطاتها على المنظمات في جميع المجالات، وفي ظل هذه البيئة تعمل المنظمات جاهدة لتحسين جودة منتجاتها وخدماتها، والعمل على معرفة الأسواق وطرق عملها، والعمل على تحسين اوضاعها مقارنة بالمنافسين وتقليص تكاليف إنتاجها واستخدام التكنولوجيا المتطورة لزيادة عوائدها. ومن خلال الاستخدام الامثل للمعلومات واستعمالها بالطرق الذكية يمكن لأي منظمة أن تكون رائدة في مجال نشاطاتها. ولتحقيق الريادة في عصر المعلومات لابد للمنظمات الإهتمام باليقظة الاستراتيجية بشكل دقيق. واليقظة الاستراتيجية هي عملية عقلية تتطلب التركيز والانتباه من قبل الافراد في المنظمة للبيئة الداخلية والخارجية المحيطة بها لكي تستثمر الفرص المتاحة وتقلل من التهديدات التي تواجهها من اجل المحافظة على ديمومة المنظمة. إذ تساهم اليقظة الاستراتيجية في التعبير الاجمالي والذكي لبيئة المنظمة من اجل الرصد للمعلومات الحاصلة والمتاحة داخل المنظمة, فمن هنا تلتزم اليقظة الاستراتيجية بالتحليل البيئي فهي سياق معلوماتي تثمن المنظمة من خلالها الاصغاء المسبق والارادي إلى البيئة الخارجية لفتح المنافذ امام الفرص المناسبة والقيام باستغلالها في الوقت المناسب. كما تتيح اليقظة الاستراتيجية التحسين المستمر لكل من السلع والخدمات وهي بالنتيجة تؤدي لتحسين علاقتها بزبائنها وتضمن الاستجابة الجديدة لاحتياجاتهم، وتساعد باكتشاف الأسواق الجديدة وتكيف المنتج مع التغيرات الجديدة الحاصلة وتحسين خصائصه التقنية وزيادة قدرة المنظمة, وسرعة الرد الفعلي اتجاه التغيرات كما تقوم اليقظة بمساعدة المنظمة على توحيد وتوازن المنافسين الحاليين ضمن القطاع وبتوجيه الانتباه إليه للمنافسين المحتملين الذين لا يمكن ان تتجاهلهم، وتمكن من الوصول لثروة من المعرفة والخيارات مع رفع قدرة المنظمة الابتكارية.